Powered By Blogger

السبت، 24 أبريل 2010

سنعيد تمركز قوات «اليونيفيل» بطريقة تمارس فيها مهامها بشكل أفضل



سنعيد تمركز قوات «اليونيفيل» بطريقة تمارس فيها مهامها بشكل أفضل
كشف عن لجنة جديدة في الأمم المتحدة تبحث مسألة الأراضي المتنازع عليها
أسارتا لـ«السفير»: لم أشاهد صواريخ «سكود».. والحرب مستبعدة

أسارتا يتحدث لـ«السفير» (علي لمع)
مارلين خليفة
سجّل قائد القوات الدّولية الجنرال ألبرتو أسارتا كويباس في أول إطلاله إعلامية له عبر «السفير» جملة مواقف مثيرة للجدل أقلّه لبنانيا، فاعتبر أن الحادث الذي وقع الاسبوع الفائت في بلدة العباسية الحدودية هو خرق «قام به مواطنون لبنانيون»، خلافا لوجهة النظر اللبنانية القائلة بوجود انتهاك إسرائيلي في داخل البلدة التي حرّرت من الاحتلال نهائيا عام 2006، وبالتالي فإن السياج التقني الذي أقامته إسرائيل في العام ذاته يتجاوز الخط الأزرق بثلاثة أمتار. وكرّر أسارتا الموقف عينه في ما يخص الحادث الذي وقع في منطقة الوزاني معتبرا «أن لا دليل على وجود خرق إسرائيلي أو تجاوز للخط الأزرق» في ما تقول وجهة النظر اللبنانية بأنّ المشروع السياحي اللبناني في المنطقة حيث دخل الإسرائيليون وحطموا جرافة يقع داخل الأراضي اللبنانية، ويبعد من الخط الأزرق 120 مترا. بين وجهتي النّظر المتضاربتين ثابتة وحيدة يشير اليها أسارتا وهي أن قوات «اليونيفيل» «غير معنية بنزاع الأراضي»، وأنها تهتم بتطبيق القرار 1701 فحسب، وتسجيل الخروقات من الطرفين وإرسالها الى الأمم المتحدة، كاشفا في حديثه عن تأليف لجنة جديدة في الأمم المتحدة للبحث في قضية الاراضي المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
وفي غمرة الاتهامات الإسرائيلية ـ الأميركية، يسجّل اسارتا بأنه لم يعاين «لا صواريخ سكود ولا سواها»، هو الذي يطير يوميا في سماء الجنوب.
الجنرال أسارتا هو من سرقسطة في شمالي إسبانيا، يصف أبناء بلدته بأنهم «أشخاص مستقيمون صريحون ويقولون ما يفكرون به»، متزوج ولديه ولدان يعيشان في الخارج وهو جدّ لـ 5 أحفاد. يصف المرحلة القصيرة التي خدم فيها بلبنان بـ«المذهلة، والرائعة والممتازة»، ويتابع بسرعة: «لقد وقعت في غرام لبنان، وبسكانه لأنهم أشخاص كرماء، يشبهوننا نحن الإسبان ولدينا صفات مشتركة كوننا نتقاسم ثقافة حوض البحر الأبيض المتوسّط ومزاجه». مضيفا «عشت في بلدان عدة منها الأرجنتين، فرنسا، السالفادور، لكنني لم أر مثيلا للبنان، ولمّا غادرته شعرت بأنني سأعود إليه يوما لكن لم اتوقع أن عودتي كعسكري، وقد استقبلت تعييني بفرحة، مدركا في أعماقي أنه تحدّ كبير حيث تقع عليّ مسؤوليات جسام».
وفي ما يأتي نصّ الحوار:

^ ما هي انطباعاتك الأولى بعد تسلمك مهام قيادة «اليونيفيل»؟
{ ليست المرّة الأولى التي آتي فيها الى لبنان، إنها الثانية إذ كنت قائدا للقطاع الشرقي لأربعة أشهر، قبل مجيئي الى هنا خدمت في أماكن عدّة في السالفادور و4 اشهر في العراق بين 2003 و2004 وكنت مساعد القائد المركزي بين الديوانية والنجف، وبعد قرار للحكومة الإسبانية غادرنا العراق وكان أول بلد عربي أخدم فيه، وقبله عرفت مصر كسائح.
^ ما هو أول حادث واجهك بعد تسلمك قيادة «اليونيفيل» وما هو الأخطر؟
{ بعد 4 أيام من تسلّمي قيادة «اليونيفيل» اعتقل الإسرائيليون راعيا شابا، وكأن الأمر بمثابة استقبال لي، فاتصلت بالأفرقاء وفي النهاية سوّي الأمر.
أما الحادث الأخطر الذي حصل منذ تسلّمي القيادة فكان في الاسبوع الفائت في بلدة العبّاسية إذ شكّل خرقا للخطّ الأزرق من قبل مواطنين لبنانيين تحديدا، ويجب أن أوضح أمرا، نحن هنا في مهمّة محددة هي السهر على منع حصول انتهاكات لهذا الخطّ، ولسنا معنيين بمناقشة أو بحلّ المسائل المتعلقة بالأراضي المتنازع عليها. ليس هذا الأمر من شأننا بل من شأن الحكومات المعنية. إن مهمتنا تقتصر على احترام الخط الأزرق وتشجيع الطرفين المعنيين على القيام ذلك.
التباس الخط الأزرق
^ لم هذا الغموض الدائم بين الخط الأزرق والحدود والسياج التقني؟
{ إن الاختلاف واضح، فالسياج التقني بناه الإسرائيليون في أرضهم كنوع من الدّفاع وهو يقع في جنوبي الخط الأزرق، وقد يتقاطع معه أحيانا لكن السياج التقني يقع بأكمله في داخل الأراضي الإسرائيلية وهذا أمر واضح وعلى الجميع أن يدركوه وعلى الصحافيين أن يوضحوه دوما.
هنالك أراض متنازع عليها معنية به حكومتا البلدين. الخط الأزرق يمر في أماكن حازت رضى الطرفين، لكن السياج التقني الذي بناه الإسرائيليون يتلاقى احيانا مع هذا الخط لكنه لا يتجاوزه البتّة الى الأراضي اللبنانية، وهو دائما في جنوبه. في حادثة العباسية تجاوز الإسرائيليون السياج التقني خاصّتهم لكنّهم بقوا ضمن أراضيهم، ولم يتجاوزوا الخط الأزرق البتّة. ونحن في الاجتماعات الثلاثية(اللبنانية ـ الاسرائيلية ـ الدولية) في الناقورة نناقش الانتهاكات، ومسألة الغجر، والخروقات الجوية ولا نتطرق الى مسألة الأراضي المتنازع عليها. أودّ القول أن هنالك مجموعة عمل أنشئت أخيرا في الأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة مسألة الأراضي بين لبنان وإسرائيل، لكن لا علاقة لقوات «اليونيفيل» بها. مهمتنا الأساسية هي حماية الخط الأزرق الذي يشكل الحدود الحالية بين لبنان وإسرائيل.
^ ماذا عن اجتياز اسرائيل للسياج التقني عند الطرف الغربي لبلدة الغجر وصولا الى الضفة الشرقية لمجرى الوزاني وهي المرة الرابعة في أقلّ من أسبوع؟
{ لم يكن لدينا إثباتات بوجود عملية اجتياز إسرائيلية للخط الأزرق فنحن لم نر شيئا من هذا القبيل، علما بأن الخط الأزرق يمر عبر نهر الوزاني، اجتاز الإسرائيليون السياج التقني خاصتهم لكنهم لم يجتازوا الخطّ الأزرق. البعض تحدث عن دعسات أقدام لكن ما من دليل قاطع، وعلى وسائل الإعلام أن تتوخى الدقة حين تنقل بعض الوقائع.
^ ما هو عدد الخروقات الإسرائيلية للأراضي والأجواء اللبنانية منذ تسلمك القيادة؟
{ هنالك خروقات جوية إسرائيلية يومية في لبنان. ونحن نناقش هذه الخروقات في اللجنة الثلاثية ونبلغ الأمم المتحدة عبر تقارير يومية بها. أما الإسرائيليون فحجتهم أنه طالما توجد مجموعات مسلحة على الأراضي اللبنانية فهم سيقومون بهذه الخروقات.
لا صواريخ في الجنوب
^ هنالك حديث متصاعد عن اسلحة جديدة في الجنوب ترسل الى «حزب الله» هل لاحظتم شيئا من هذا القبيل؟
{ لا، ليس من دليل على هذا الأمر.
^ ماذا عن صواريخ «سكود» التي يكثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة؟
{ لم أر صواريخ «سكود» في هذه المنطقة.
^ لم هذه الموجة من الاتهامات في اتجاه لبنان وكأن لا ثقة إسرائيلية بعملكم كقوات حفظ سلام هنا في الجنوب؟
{ أكرر، لم ار ولم تر قواتنا لا صواريخ «سكود» ولا سواها، وقد قرأت عن هذا الموضوع في الصحف فحسب، وأنا متاكد أنه في منطقة عمليات «اليونيفيل» ليس من صواريخ. بالنسبة الى عامل الثقة فهذه ليست مشكلتنا، هنا في الجنوب لا دلائل أو إشارات عن وجود اسلحة.
^ هل من تنسيق بين «اليونيفيل» و«حزب الله»؟
{ لا، إن علاقة قوات «اليونيفيل» هي مع مؤسسات الدولة اللبنانية فحسب، و«حزب الله» هو حزب سياسي ممثل في الحكومة اللبنانية، لكن علاقتي هنا تنحصر مع الجنرال عبد الرحمن شحيتلي ممثل الجيش اللبناني ووزير الدفاع الياس المرّ، ولا أتعاطى مع أية أحزاب.
الجيش مفتاح الاستقرار
^ هل من خطة جديدة معينة وضعتها لقوات «اليونيفيل»؟
{ الخطة تنطلق من ركيزة اساسية هي احترام القرار الدّولي 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي من أجل الحفاظ على وقف الأعمال العدائية، وأنا آخذ على عاتقي ترسيم الخط الأزرق بشكل أكثر دقة لمنع اية التباسات وحوادث كتلك التي تحصل، ثم أهتم لدعم الجيش اللبناني بكل قواي، وقد استقبلت لغاية اليوم أكثر من 35 شخصية من وزراء وسفراء وضباط وفاعليات رسمية وطلبت منهم جميعا دعم الجيش اللبناني لأنه المفتاح المستقبلي للاستقرار وسيتولى هذه المهمات كلها، إنه هدف لي ولست أدري إن كنت سأحققه في غضون ولايتي، كما آخذ على عاتقي ترسيخ الثقة بيننا وبين الشعب الجنوبي. أطير في سماء الجنوب بشكل يومي تقريبا ولاحظت أبنية جديدة ومنازل جميلة جدا وهذا ينمّ عن ثقة السكان بوجود استقرار وبأن لا خطر داهما يلاحقهم. وهذا يعني أننا والجيش اللبناني استطعنا أن نخلق مناخا من الاستقرار.
^ ماذا عن هدف خطة إعادة الانتشار وإيلاء دور أكبر للجيش اللبناني؟ وكيف تتمّ عملية التنسيق بين الجيشين؟
{ إنها إعادة انتشار طبيعية لأن الوضع عام 2010 مختلف عنه عام 2006، ونحن نريد قواتنا بقدرات أقوى، هذا لا يعني أننا سنخفض عديدنا بل إننا سنعيد تمركز قواتنا بطريقة تمارس فيها مهامها بشكل أفضل.
^ أين أصبحت قضية بلدة الغجر؟
{ إن قوات «اليونيفيل» تعمل على تطبيق القرار 1701 من أجل انسحاب الجيش الإسرائيلي من القسم المتواجد فيه في الغجر، ونحن نحاول حل هذه القضية بالتعاون مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية، وثمة 4 أمور الأول سياسي، والثاني امني وهو من مسؤوليتنا وهو سهل التحقيق، والثالت هو تأمين الخدمات للسكان وهذا صعب، وخصوصا بالنسبة للأساسيات والرابع نشر القانون والنظام. وأعتقد برأي شخصي بأن حل قضية الغجر سيتطلب وقتا.
لا حرب
^ نحن على عتبة 4 أعوام من إقرار القرار 1701 ما تقييمك لتطبيقه؟
{ تطبيق ممتاز، بالطبع لا تزال توجد خروقات معينة، لكننا كقوات «يونيفيل» عملنا الكثير بالتعاون مع الجيش اللبناني والسكان والسلطات المحلية من رؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين، وعام 2006 لم يكن يوجد عسكري لبناني واحد على أرض الجنوب فيما توجد اليوم ثلاثة ألوية و6 آلاف جندي لبناني، ومنذ صدور القرار 1701 لم يطرأ اي حادث ذي خطورة استثنائية، إلا إطلاق بضع صواريخ بقيت مجهولة المصدر. لكن فترة الهدوء الزمنية هي طويلة قياسا للأوقات السابقة من تاريخ هذه المنطقة وهذه نقطة إيجابية.
^ ما تقييمكم لدوركم كقوات حفظ سلام وهل تتدرج مهماتكم الى دور بناء السلام؟ ومتى بالتالي سنشهد وقفا دائما لإطلاق النار؟
{ لست ساحرا لأقول لك متى سيكون السلام، أما بالنسبة الى وقف دائم لإطلاق النار فإنه يتعلق بقرار سياسي يتخذ بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية ودورنا هو تثبيت وقف الأعمال العدائية.
^ هل تتوقع حربا ضدّ لبنان بعد التهديدات التي نسمعها؟
{ لا وجود لحرب ضدّ لبنان، وهذا ظاهر من سببين الأول أن الناس ليسوا أغبياء فهم يبنون المنازل إذ يشعرون بوجود استقرار، أما السبب الآخر فيعود الى أنني أقوم باجتماعات في لبنان وفي إسرائيل ولا أحد مهتم البتة بإعلان حرب.
^ ولم هذه التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضدّ لبنان؟
{ يقولون لي أنهم ليسوا مهتمين بالحرب ويريدون السلام.

ليست هناك تعليقات: