Powered By Blogger

الثلاثاء، 4 مايو 2010

Bookmark and Share

الاستخبارات الإسرائيليّة: حزب اللّه 2010 يختلف عن 2006

أدلت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بدلوها، وتجاوزت التركيز على ملف صواريخ سكود، التي تتهم سوريا بنقلها إلى حزب الله، ورأت أن تزوّده بصواريخ بعيدة المدى ليس سوى «حافة الجليد» لأنه يملك حالياً ترسانة من آلاف الصواريخ من مختلف الأنواع والأمداء، بما فيها «صواريخ تعمل على الوقود الصلب وبعيدة المدى وأكثر دقة».
ورفض رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات الإسرائيلية، أمان، العميد يوسي بايدتس، إطلاق عنوان التهريب على عمليّة نقل الوسائل القتالية من سوريا إلى حزب الله لأنها «تتم بشكل دائم» وبشكل «رسمي ومنظم»، من قبل النظامين السوري والإيراني.
وشدد بايدتس، خلال مثوله أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، على خطورة امتلاك حزب الله أسلحة متطورة لأنها تُمكِّنه «من نصب قواعد لإطلاقها في عمق الأراضي اللبنانية» وفي الوقت نفسه «تمنحه القدرة على إصابة عمق الأراضي الإسرائيلية». وأجرى مقارنة بين القدرات العسكريّة لحزب الله في المرحلة الحالية مع قدراته السابقة، بالقول إن «نموذج حزب الله 2010 يختلف عن نموذج 2006».
في مقابل التراكم الكمّي والنوعي لقدراته الصاروخية، رأى بايدتس أن حزب الله يواجه حالة توتر داخلي بين هويّاته المختلفة: فمن جهة هو ملتزم بالجهاد وإيران، ومن جهة أخرى لديه اعتباراته السياسية الداخلية واحتياجات الطائفة الشيعية، ولهذه الأسباب يلتزم التهدئة مع إسرائيل حالياً. أضاف بايدتس أن الاستخبارات العسكرية تقدر بأن حزب الله غير معني بمواجهة شاملة مع إسرائيل ويخشاها، لكنه يستعد لها، أضف إلى أنه ما زال يتعهّد علناً بتنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل.
أما على الصعيد السوري، فكرر بايدتس الرؤية الإسرائيلية التي ترى «أن سوريا تواصل السير على مسارين، من دون أن ترى نفسها مطالبة باختيار أحدهما من قبل الساحة الدولية. فمن جهة، تطور علاقاتها مع الغرب والدول العربية وتركيا، وتستعيد نفوذها في لبنان، ومن جهة أخرى ترسخ تعاونها الاستراتيجي مع إيران وحزب الله والإرهاب الفلسطيني».
وأكد رئيس قسم الأبحاث أن «الاستخبارات العسكرية تلمح رغبة لدى السوريين بالتوصل إلى تسوية، لكن بشروطها، أي استعادة هضبة الجولان بالكامل، إضافة إلى الدور الأميركي الفاعل»، وأشار إلى أن سوريا لا تثق بالحكومة الإسرائيلية الحالية، وبالتالي فهي غير معنيّة بـ«القيام بخطوات لبناء الثقة». ورأى بايدتس أنه على الرغم من الهدوء القائم على مختلف الجبهات «بسبب الردع الإسرائيلي وخشية مواجهة شاملة»، إلا أنه «لا استقرار في البيئة الاستراتيجية لإسرائيل». وتناول المخاطر والفرص التي تنطوي عليها المسارات السياسية في المنطقة، بالقول إن هناك إمكانات للتوصل إلى تسويات سياسية مع الفلسطينيين وسوريا. لكن في الجهة المقابلة، فإن الموضوع النووي الإيراني والتسلح المكثف من قبل الأعداء في الدائرتين القريبة والبعيدة، إضافة إلى إمكان حصول عملية إرهابية قد تؤدي إلى التدهور».
أما بالنسبة إلى الموضوع الإيراني، فقد رأى بايدتس أن «الإيرانيين يواصلون تطوير برنامجهم النووي ويراكمون قدرات تتيح لهم الوصول إلى السلاح النووي متى شاؤوا»، لافتاً إلى أنه في الماضي كان حصول إيران على قدرات نووية مرتبطاً بالعقبات التكنولوجية، أما اليوم فالأمر مرتبط بقرارهم فحسب».
يُشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد رأى في رسالة بعثها إلى الكونغرس الأميركي، في إطار التمديد للعقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب على دمشق، أن «أفعال سوريا وسياساتها تضع تهديداً متواصلاً وغير مألوف واستثنائياً على الأمن القومي للولايات المتحدة وسياستها الخارجية واقتصادها». أضاف أوباما إننا «نقلنا إلى الحكومة السورية بطريقة مباشرة، أن الأفعال السورية هي التي ستحدد ما إذا كانت إجراءات الطوارئ القومية (العقوبات) هذه ستجدد أو تزال في المستقبل». إلى ذلك، توعّد نائب وزير الدفاع السوري العماد أحمد عبد النبي أن بلاده جاهزة لصد أي عدوان إسرائيلي، فيما رأى الرئيس التركي عبد الله غول أن الاتهامات الإسرائيلية لسوريا بنقل صواريخ سكود إلى حزب الله تهدف إلى «حرف المسار» عن الهدف الأساسي للمنطقة وهو تحقيق السلام الشامل.

ليست هناك تعليقات: