Powered By Blogger

الاثنين، 3 مايو 2010

واشنطن لم تتراجع عن الانفتاح رغم حملتها على سوريا

Bookmark and Share


واشنطن لم تتراجع عن الانفتاح رغم حملتها على سوريا

03 أيار 2010روزانا بومنصف - النهار

يعتقد مراقبون ان احد ابرز العوامل التي تفسر اداء الولايات المتحدة الاميركية مع سوريا في موضوع الاتهامات التي وجهت اليها في نقل صواريخ سكود الى "حزب الله" من حيث رفع وتيرة التحذيرات بنقل هذه الصواريخ في ظل معطيات تحدثت عن عدم نقلها وانما وجود نية في ذلك، بالتزامن مع استمرار قرار الانفتاح على سوريا وعدم التراجع عنه، يتصل على نحو وثيق بالقلق الاميركي من موقف سوريا ودورها المحتمل في عدم تأمين دول الجامعة العربية موقفا او غطاء عربيا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبدء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل برعاية اميركية. ففي الاجتماع الذي عقدته اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة مبادرة السلام في 3 اذار الماضي اعلنت هذه اللجنة موافقتها على اجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل لمدة اربعة اشهر من اجل اعطاء الجهود الاميركية فرصة لاحياء عملية السلام، لكن سوريا تحفظت عن القرار. وهو امر كان مثار استياء من حيث ان الامر يؤشر عمليا الى احتمال تصعيد التنظيمات الفلسطينية وفي مقدمها حركة "حماس" معارضتها لهذه المسألة، فضلا عن امتلاك سوريا القدرة على التعطيل عبر اوراق عدة تملكها في لبنان ولدى الفلسطينيين تماما كما تمسك باحدى ابرز الاوراق في المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي لم تتحقق.
وفي الاجتماع الذي عقد السبت الماضي في القاهرة للجنة نفسها بطلب من السلطة الفلسطينية، التي تحتاج الى غطاء عربي يدرأ عنها الاحتجاجات الفلسطينية الداخلية وبعض المعارضات الاخرى، وبطلب من اليمن من اجل البحث في موضوع اعادة النظر في مبادرة السلام العربية، فان سوريا لم تتمثل في الاجتماع بوزير خارجيتها وليد المعلم، علما ان الاجتماع رأسه رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي انتقل الى القاهرة فور انتهاء زيارته الى بيروت حيث ربط في تصريحاته موضوع اثارة صواريخ سكود باعتبارات تتخطى الاعتبارات اللبنانية. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية السعودية ومصر ولبنان والاردن وعمان الى جانب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في حين تمثلت سوريا بسفيرها في مصر مندوبها لدى الجامعة العربية يوسف احمد شأنها شأن الجزائر والبحرين واليمن والسودان. وقد جددت اللجنة دعمها للسلطة الفلسطينية لاجراء مفاوضات غير مباشرة لمدة اربعة اشهر، في حين حمل المندوب السوري على بيان اللجنة وانتقد الموقف الفلسطيني، الامر الذي تمت قراءته في مواقف التنظيمات الفلسطينية المختلفة في الساعات الماضية. ومع ان الموقف السوري الجديد يأتي منسجما مع موقف دمشق السابق في هذا الاطار باعتبار انه لا يمكن التحفظ مرة وعدم التحفظ مرة ثانية عن القرار او الموقف نفسه، الا ان المهم يكمن في ما اذا كانت سوريا تعاملت مع الرسائل الاميركية في هذا الجانب من جوانبها المتعددة وما اذا كان تحفظها انسجاما مع موقفها الاولي او انها تنوي تفعيل هذا التحفظ في المرحلة المقبلة بطريقة او باخرى، الامر الذي يمكن ان يطيح الجهود الاميركية لبدء مفاوضات بين السلطة الفلسطينية خصوصا في ظل المخاوف من ان يساهم المتضررون من هذه العملية او عدم موافقة الجميع عليها الى عرقلتها. وليس واضحا اذا كان لعدم مشاركة وزير الخارجية السوري علاقة بتخفيف الموقف السوري عما كان عليه سابقا من دون التخلي عنه باعتبار ان ثمة اختلافا في التعبير بين وزير خارجية يشارك لتأكيد موقف وتثبيته وموقف يغيب عنه وزير الخارجية المعني. وكثر يمكن ان يعتبرونه مؤشراً على ذلك من حيث المبدأ في انتظار متابعة المرحلة المقبلة.
وكانت بعض المواقف القريبة من اسرائيل في العاصمة الاميركية عبّرت في كتابات ومقالات متعددة في الصحافة الاميركية عن استياء من تعاطي الادارة الاميركية مع سوريا في موضوع نقل صواريخ سكود الى "حزب الله"على اساس انه كان تعاطيا ممالئا وغير حازم اكد استمرار النية في ارسال سفير اميركي جديد الى دمشق وعدم تأثر هذه الخطوة بالمعطيات الجديدة. وقد عزيت هذه الممالأة الى رغبة الادارة الاميركية في انجاح خطوتها الجديدة او محاولتها المتجددة من اجل بدء المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، والى دفع سوريا الى ضبط تحفظها او معارضتها لذلك وضبط الاوراق التي تملك ايضا لعدم العرقلة لئلا تتهدد الجهود الاميركية وتفشل، علما ان القرار العربي السابق الذي امن الغطاء للسلطة الفلسطينية الانطلاق في مفاوضات غير مباشرة وتم التحفظ عليه من جانب سوريا لم يكن هو السبب في احباط الجهود الاميركية بل كانت الخطوات الاسرائيلية المعلنة باستمرار الاستيطان والاعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة. لكن الولايات المتحدة تعول كثيرا على محاولتها المتجددة من اجل بدء المفاوضات غير المباشرة والاستعجال في ذلك للاستفادة من الزخم الذي اكتسبه الرئيس الاميركي باراك اوباما في الشهرين الاخيرين نتيجة اقرار موضوع التأمين الصحي في الولايات المتحدة وتوقيع اتفاق سارت -2 المتعلق بتخفيض السلاح النووي مع روسيا، كما ان الادارة دخلت في خلاف علني قوي مع الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لهذه الغاية ولاعتقادها بضرورة توفير الفرصة للمفاوضات غير المباشرة الان افساحا في المجال امام الرئيس الاميركي من اجل تحقيق تقدم ما على هذا المسار الذي يمكنه من خوض حملته الانتخابية لولاية ثانية بقوة باعتبار انه حدد مهلة سنتين من اجل تحقيق التقدم المرجو، وتاليا من البديهي ألا يقل موقف الادارة الاميركية قوة من حيث الدفاع عنه في رفع التحذيرات لدول اخرى بعناوين مختلفة ما دامت خاضت غمار الخلاف مع اسرائيل لهذه الغاية.
هذا لا يلغي واقع ان للحملة على صواريخ سكود اهدافا اخرى تتصل بالموضوع الايراني وعناوين متصلة، لكن الموضوع وكما مواضيع كثيرة اخرى يمكن ان تطاول اكثر من عصفور بحجر واحد.

ليست هناك تعليقات: