Powered By Blogger

الأربعاء، 30 يونيو 2010

تبرؤ اليونفيل لفظياً من الانحراف عن القرار 1701 لا يكفي !!

Bookmark and Share

وكالة أخبار الشرق الجديد
تبرؤ اليونفيل لفظياً من الانحراف عن القرار 1701 لا يكفي !!
العميد الدكتور امين محمد حطيط : رئيس لجنة التحقق من الانسحاب الاسرائيلي عام 2000م














عندما انتدبت قوات دولية الى لبنان في العام 1978 اثر صدور القرار 425 القاضي بانسحاب اسرائيل من لبنان و الى الحدود الدولية بدون قيد او شرط حتى و بدون اتصال او تفاوض بين الطرفين كما كان اعتمد في القرار 242 ، عندما انتدبت قوات اليونيفل (unifil) حدد دورها في القيام بدور الوسيط الميداني بين لبنان و اسرائيل بشكل تسلم اسرائيل فيه الى القوات الدولية كل ما احتلته من ارض لبنانية ثم تسلمه الى الجيش اللبناني ، و بعدها تستمر بالعمل مع الجيش بشكل مؤقت لتساعده في بسط سلطة و سيادة الدولة على اراضيها طيلة الفترة التي يقدرها لبنان . لكن اسرائيل التي رفضت الانسحاب منعت اليونيفل من القيام بمهتها طيلة 18 سنة ومع ذلك استمرت في الجنوب تنتظر التنفيذ الى ان اجبرت المقاومة اسرائيل على الاندحار . لكن الادهى من التقصير في تنفيذ المهمة كان السلوك في العام 1982 عندما اجتاحت اسرائيل لبنان حيث ابلغت تلك القوات مسبقاً بقرر الاجتياح و نسق معها دخول اسرائيل الى لبنان و وفتحت القوات الدولية لها نقاط العبور بامر مرمز صدر عن قيادتها اختصر بكلمة روبيكو robico . و عندما دخل لبنان في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل برعاية اميركا وصولا الى اتفاق 17 ايار حُيدت الامم المتحدة و قواتها الا من وظيفة ثانوية مؤقتة ارتقبت لها من غير مراجعة . و لكن عندما دحرت اسرائيل من لبنان لجأت الى الامم المتحدة لتسهل لها "خروج قانوني" تضفي عليه صفة الالتزام بالقرارات الدولية و هنا استجابت الامم المتحدة لها و حاولت ان تعطيها مكافأة من الارض اللبنانية بمساحة تلامس 18 مليون متر مربع اضافة الى منطقة مزارع شبعا التي اخترع لارسن ممثل الامين العام للامم المتحدة سببا لتأخير الانسحاب منها و لتتخذ مدخلاً لتفاوض مباشر يدخل لبنان في القرار 242 . و لكن الموقف اللبناني الصلب في العام 2000 عطل لعبة الامم المتحدة ، و لم يمكن اسرائيل من تغيير الحدود الدولية اولاً كما انه لم يدخل في اي تفاوض معها بشأن المزارع . و بعد هزيمة اسرائيل في العام 2006 عاد دور الامم المتحدة ليبرز من جديد عبر زيادة حجم قواها و محاولة توسيع مهاماتها للعمل تحت الفصل السابع و في صيغة قوى متعددة الجنسيات . لكن المقاومة و جمهورها اجهضوا مشروع القرار الفرنسي الاميركي الذي شاء واضعوه بالتنسيق مع سلطة لبنانية تعمل بالاشارة الاميركية انذاك ، شاؤوا ان تاتي القوات الدولية لتكون قوات "ردع اللبنانين عن الاعتداء على اسرائيل" . و قبل ان يعلم مصير مشروع القرار هذا ، كانت اميركا و حلفها الاطلسي قد بدأو باعداد القوى اللازمة للتنفيذ و عامودها الفقري من الحلف الاطلسي ، كانت القوات الاسبانية العاملة في يوغوسلافيا السابقة جزء من تلك القوى ، حيث ابلغ ذاك اللواء بوجوب الجهوز للانتقال الى لبنان " للعمل ضد ارهابيين يخلون بامن اسرائيل " ( حرفية ما ورد في الامر الانذاري الموجه للقوى ) و تنفيذ المهمة في اطار قوات متعددة الجنسيات حتى و ليس تحت علم الامم المتحدة ، و بهذه الذهنية بدأت تلك القوات مهمتها في الجنوب الى الحد الذي لم تغير فيه لون آلياتها الى الابيض كما هو مفترض لمن يعمل تحت العلم الاممي الازرق . لكن تغير الوضع الظاهري بعد ان ووجهت اليونيفل كلها و منها هذه القوى بموقف وطني لبناني اعلن في نقابة الصحافة رفضاً للانحراف عن القرار 1701 بتغيير قواعد الاشتباك .و الان و بعد الموقف " الصريح و الواضح " و المعبر عن السياسية الاسبانية على لسان ازنار باعتبار اسرائيل "جزء من الغرب" و حمايتها و "الدفاع عنها مسؤولية غربية " ، و بمراقبة سلوكيات بعض القوى الاجنبية العاملة في اطار اليونيفل امنياً و ميدانياً ، مترافقة مع طلب الرئيس الفرنسي ساركوزي من نتنياهو تحييد القوات الفرنسية من مخاطر الحرب عندما تنفذ اسرائيل قرارها المتخذ بالهجوم على لبنان عندما يكتمل التحضير و يسمح الموقف الدولي بذلك ( يتوسل ذلك بدل ان ينذر اسرائيل بان عدوانها على لبنان مع وجود القوات الدولية فيه سيلاقي موقفاً فرنسيا حازما كما فقعل ديغول في العام 1967 مثلاً )، و بعد ان شرعت القوات الدولية باجراء تبديلات في مناطق انتشار بعض الكتائب المنضوية فيها و بشكل غير مفهوم الا اذا فسر بانه محاباة لاسرائيل باقصاء قوى لا تتعاون دولها معها عن مناطق التماس الحدودية ، و ابدالها بقوى ترى دولها امن اسرائيل كامنها الذاتي (الاطلسية) ، من اجل ان تسهيل انطلاقها في الهجوم الذي تعد له في الحرب المقبلة "فتساعدها في الاستعلام و و العبور الامن الى لبنان في اجتياح جديد ، و تتكرر ال " الروبيكو " مرة اخرى و رغم ان قيادة اليونيفل في الناقورة تتبرأ مما تتهم به من انحراف قيادتها الاسبانية و بعض قواها الاطلسية عن القرار 1701 ، فاننا نرى ان التبرؤ اللفظي لا يكفي ، و المطلوب هو السلوك العملي وهنا لا بد من ان نسجل عدة ملاحظات و نقول : ان القرار 1701 لا يمنع اللبنانيين من العمل و التجول في اي نقطة من اراضي الجنوب ، فكيف تفسر قوات الطوارئ الدولية منعها اللبنانيين من الوصول الى المنارة و تلال يارون و الى العباسية و غيرها من الارض اللبنانية المحررة التي ما اقفلت بوجه اللبنانيين الا بعد العام 2006؟و ان القرار 1701 لا يعطي القوى الدولية الحق بالعمل المبادر منفردة الا في حال الدفاع المشروع عن النفس ، و ما خلا ذلك فهي في خدمة الامن و السيادة اللبنانية – طبعا و حتما ليس الاسرائيلية – و تمارس نشاطاتها بالنتسيق مع الجيش البناني و بمواكبته و بطلب منه ، اما ما يرى على ارض الواقع فانه لا يطابق هذه الحقيقة فكيف تفسر القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان مناوراتها المستقلة ، و اجراءاتها العملانية و عمليات التعقب و التحقيق و المسح و الاتصال بالاهالي و غيرها و غيرها من التصرفات التي تتم بعيدا عن الجيش اللبناني ؟ان القرار 1701 و كل قواعد القانون لدولي قبله لا تسمح لطرف ما بالعبث بالحدود الدولية لان امرها هو نتيجة اتفاق و تفاهم بيم الطرفين على جانبي الحدود ، و هنا نسأل قوات اليونفيل عن سلوكها في مواجهة اسرائيل التي اعلنت صحافتها و لم يكذبها احد انها تعيد تعليم الحدود لتنشئ "الحدود الجديدة" بما يناسب احتياجاتها العسكرية ، و كل ما نعلمه نحن في هذا المجال ان معظم النقاط التي تعبث فيها اسرائيل تتولى القوات الدولية منع اللبنانين من الوصول اليها من الاتجاه اللبناني .ان القرار 1701 ينيط بالقوى الدولية الحديث مع الجانبين لوقف انتهاك القرار 1701 فيما لو حصل انتهاك و رفع الامر الى مجلس الامن اذا لم يستجب الطرف المنتهك للقرار لطلباتها و ملاحظاتها ، و لم يكلف القرار 1701 قيادة اليونفل بترأوس لجنة ثلاثية تعقد اجتماعاتها على الارض البنانية في الناقورة و يأتي الضباط الاسرائيليون بزيهم و تجهيزاتهم العسكرية عبر الارض اللبنانية المحررة للوصول الى مكان الاجتماع ، و هنا نسـأل ماذا فعلت القوات الدولية بشأن عدم استكمال اسرائيل تطبيق القرار 1701 لجهة الانسحاب من كل الارض اللبنانية ، و ماذا فعلت في مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية الجوية و البرية للسيادة اللبنانية ؟ان القرار 1701 الناظم لعلاقة لبنان و اسرائيل راهنا لم يلغ حالة العداء بين الطرفين ، و تاليا لم يفتح الحدود بينهما ، فكيف تسمح قيادة اليونفيل لنفسها بات تطلب فتح الحدود تلك لتنقل جنودها و ضباطها عبرها من اجل تمضية الاجازات و الاتصال باسرائيل و الاسرائيليين ؟ان الذين ينتقدون تصرفات قيادة القوات الدولية و تصرفات القوى الاطلسية في عدادها هم الذين واكبوا مجريات الجنوب و تحريره ،و فهموا جيدا ما نص القرار 1701 عليه ، و يدركون باحترافهم و بعمق طبيعة العمل العسكري و الميداني و السياسي لهذه القوات ، و لانهم يعرفون فانهم ينتقدون لانهم يريدون هذه القوات قوى مساعدة للجيش اللبناني في حفظ الامن و السيادة اللبنانية في الجنوب كما نص القرار ، و يرفضون ان تتحول هذه القوى عن مهامها و هي تتمركز على ارض لبنان و تخدم بقصد او غير قصد خطط اسرائيل العدوانية على لبنان .نقول ذلك و مع علمنا ان في عداد القوى من الوحدات و التشكيلات العسكرية من لا يخرج عن روح القرار و نصه بحرف واحد ، و نرجو ان تكون كل القوى كذلك قيادة و وحدات



ليست هناك تعليقات: