
ساركوزي يستثمر من جديد في نظرية الحاجة لسوريا
تعيين كوسران موفدا خاصا
للمساهمة في تحريك المسار السوري الإسرائيلي
يأخذ في الاعتبار تمسك سوريا بالدور التركي
ذكرت مصادر دبلوماسية غربية لوكالة أخبار الشرق الجديد
أن فرنسا تحضر لتحريك حضورها في المنطقة
بالاعتماد على علاقتها مع سوريا
و بينما يواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
ظروفا داخلية صعبة وتحديات سياسية وانتخابية كبيرة
فقد لجأ حسب المصادر إلى جعبة السياسة الخارجية
بحثا عن رصيد يرمم به صورته داخل بلاده
و يعوض تراجع شعبيته بفعل المشكلات الاقتصادية و السياسية
التي عصفت بحكومته مؤخرا .
الخطوة التي تشكل مؤشرا على هذا التوجه
هي قرار تعيين السفير جان كلود كوسران موفدا خاصا
للمساهمة في تحريك المفاوضات على المسار السوري الإسرائيلي .
و قد ذكرت المصادر لوكالة الشرق الجديد
أن الرئاسة الفرنسية توصلت إلى الاستنتاج بأن العلاقة الجيدة
مع سوريا و رئيسها الدكتور بشار الأسد
هي رصيد يمكن الاعتماد عليه مرة أخرى
في سعي الرئيس الفرنسي لتظهير مكانة خاصة لبلاده
و لدورها على مساحة الشرق الأوسط ،
و قد سبق لساركوزي أن نسب صراحة نجاحات سياسته في لبنان
إلى التعاون مع الرئيس السوري في رعاية اتفاق الدوحة
و انتخاب العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية
و تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة
برئاسة سعد الحريري
و الخطوات التي تمت على مستوى العلاقات الرسمية اللبنانية السورية
و توقفت المصادر عند تعبير المساهمة في تحريك المفاوضات
على المسار السوري الإسرائيلي
الذي تضمنه بيان تعيين السفير كوسران
الذي صدر في باريس يوم أمس
و شددت على أن اختيار السفير كوسران بالذات
يشير إلى أن التوجه الفرنسي يقوم على احترام المبدأ
الذي سبق للرئيس الأسد أن أبلغه لساركوزي
في زيارته الأخيرة لباريس حيث قال الأسد يومها
إن سوريا تتمسك بالدور التركي في أي مساع لتحريك التفاوض
غير المباشر مجددا بين سوريا و إسرائيل
وتعتقد أن أي دور فرنسي محتمل يجب أن يكون مساعدا للدور التركي
الموفد الفرنسي جان كلود كوسران
كان من أصحاب نظرية الحاجة إلى سوريا في الخارجية الفرنسية
و هو قاد المساعي الأولى للانفتاح بين دمشق و باريس
بعد انتخاب الرئيس ساركوزي
مباشرة و كان متابعا عن قرب لمسار العلاقات بين الجانبين
و التي عني بها أمين عام الرئاسة كلود غيان .
علاقة كوسران بسوريا قديمة و تعود لسلسلة مهمات
تولاها في مسيرته المهنية و شملت بيروت و دمشق و طهران و أنقرة وتل أبيب كما يعتبر كوسران من أنصار الحوار الفرنسي الإيراني و من الخبراء الفرنسيين
البارزين في شؤون الشرق الوسط
و هو يتبنى منطق الدعوة للحوار مع دول المنطقة عموما
و يتوقع أن يقوم بزيارة إلى تركيا إضافة لكل من سوريا و إسرائيل
فور مباشرة مهامه الرسمية في المنطقة .
عيّن كوسران مبعوثا إلى بيروت بين العامين 1973 و1974،
ثم إلى بغداد حتى العام 1977،
وكان موفدا إلى طهران خلال الثورة الإسلامية في العام 1979،
قبل أن يغادرها في العام 1980،
لينضم إلى البعثة الفرنسية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وعيّن كوسران في العام 1999
سفيرا فوق العادة لدى أنقرة، حتى العام 2000
الذي شهد توليه منصب مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي
و في ضوء خلافات بينه و بين فريق الرئيس السابق جاك شيراك
تمت تنحيته عن منصبه في تموز 2002،
قبل أن يعيّن سفيرا لدى مصر حتى العام 2005.
في العام 1986 عيّن كوسران قنصلا عاما لدى اسرائيل،
و شغل هذا المنصب حتى العام 1988
وبعد شغله منصب الإدارة الإستراتيجية
في جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي،
عمل كوسران سفيرا لدى سوريا حتى العام 1996،
حيث عيّن مديرا لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط
في وزارة الخارجية الفرنسية.
بعد انتخاب الرئيس ساركوزي أصبح كوسران
موفدا فرنسيا برتبة سفير،
وأرسل في مهمة أولى إلى إيران،
ثم إلى بيروت في حزيران 2007،
و ساهم في رسم الخطوات التمهيدية للتقارب السوري الفرنسي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق