Powered By Blogger

السبت، 2 مايو 2015

علي الشرنوبي يكتب: أسرار لا يعرفها إلا قليل عن “الإنقلاب” الحالي في السعودية!


/

علي الشرنوبي يكتب: أسرار لا يعرفها إلا قليل عن “الإنقلاب” الحالي في السعودية!

* أسرار سوف تصدمك عن علاقة الملك الجديد بالثورة المصرية والإخوان والدور الخفي للراحل الملك عبدالله في الإطاحة بمرسي.العائلة المالكة بالسعودية
* الأحداث الأخيرة في اليمن يتم الترتيب لها من ثلاث سنوات لإستيلاء نجل عبدالله صالح على الحكم.* إيران والسعودية وامريكا وفرنسا، أعداء الأمس وأصدقاء اليوم وحلفاء الغد في لعبة الكراسي الموسيقية السياسية.
* هل تحالفت السعودية “السنية” مع إيران “الشيعية” ودعمت الحوثيون الشيعة ضد القبائل السنية للقضاء على تنظيم القاعدة؟
في تحليل أحد المطلعين ووثيقي الصلة بدوائر الحكم بالسعودية، وعقب وفاة الملك الراحل عبدالله، حاول الكاتب والمحلل الأمريكي ديفيد هيرست في مقاله المنشور على موقع هفينجتون بوست، والذي يعد من أقوى المقالات التي قرأتها وأكثرها ثراء وعمقا، وكنتيجة لعلافة هيرست القوية بكثير من أفراد البلاط السعودي الذين أمدوه بالأسرار والمعلومات التي استعان بها وحرص على إعلام القراء بها خلال تفسيره للحالة السعودية وأفراد العائلة المالكة وعلاقتهم بالسلطة وعلاقة بعضهم البعض عقب وفاة الملك عبدالله وإنتقال الحكم لأخيه الغير شقيق محدثا تغييرا كبيرا وجذريا في السياسات السعودية خاصة على الصعيد الخارجي منها، فكتب هيرست قائلا أنه لم يكد يمر على وفاة الملك عبدالله الثاني أكثر من 12 ساعة، إلا وكانت (عشيرة) السديري، وهي عشيرة غنية وقوية سياسيا داخل بيت آل سعود، والتي تم إضعافها من قبل الملك الراحل، قد صعدت بقوة مرة أخرى إلى الصدارة، لتقوم بعمل انقلاب في القصر الملكي في كل شيء إلا الاسم.
وقد سارع الملك الجديد سلمان بسرعة الى إفساد عمل أخيه الراحل، وقال انه قرر عدم تغيير ولي العهد الأمير “مقرن، الذي تم اختياره من قبل الملك عبد الله، لكنه ربما قد إختار التعامل معه في وقت لاحق، ومع ذلك، فقد عين بسرعة قيادي آخر من عشيرة السديري، وهو الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية لكي يكون نائب ولي العهد، وليس سرا أن الملك الراحل عبد الله كان يريد ابنه متعب لتولي هذا المنصب، ولكنه الآن خارج الحسابات.
ويوضح هيرست أن الأهم من ذلك، هو أن الملك الجديد سلمان، وهو نفسه من عشيرة السديريين، بدأ في محاولة لتأمين الجيل الثاني من خلال إعطاء ابنه محمد (35سنة) إقطاعية قوية من وزارة الدفاع، وكانت آخر ترقية حصل عليها محمد يمكن القول أنها أكثر أهمية، فهو الآن أمين عام الديوان الملكي، وقد تم الإعلان عن هذه التغييرات حتى قبل أن يدفن الملك الراحل عبد الله.
وكانت السكرتارية العامة هي المنصب الذي كان يتولاه “الكاردينال ريشيليو” من محكمة الملك عبد الله الملكية “خالد التويجري”. وكانت تلك هي الصفقة الرابحة التي صدرت من الأب إلى الابن، والتي بدأها عبد العزيز التويجري. وقد أصبح آل تويجري هم حراس الملك ولا يمكن عقد أي إجتماع ملكي دون إذنهم، ومشاركتهم أو معرفتهم.
وقد كان التويجري لاعب رئيسي في المؤامرات الخارجية، لتخريب الثورة المصرية، ولإرسال قوات لسحق الانتفاضة في البحرين، ولتمويل داعش في سورية في المراحل الأولى من الحرب الأهلية، إلى جانب حليفه السابق الأمير بندر بن سلطان.
ويضيف هيرست أن الارتباط بين التويجري وزملائه المحافظين الجدد في منطقة الخليج محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، كان وثيق الصلة، وقد أصبح التويجري الآن خارج السلطة، ومع ما له من قائمة طويلة من العملاء الأجانب، تبدأ مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد يشعر بأن الرياح تهب ببرودة شديدة من الرياض، فهل فشل السيسي في حضور الجنازة يوم الجمعة الماضية متعلق فعلا بسوء الاحوال الجوية؟!.
ويضيف هيرست أنه على جانب آخر، نجد أن مسألة صحة الملك سلمان هي مدعاة للقلق، ولعل هذا هو السبب في أن السلطة التي أعطاها لابنه هي أكثر أهمية من كافة التعيينات الأخرى التي أعلنت، فالملك سلمان الذي يبلغ من العمر 79 سنة، من المعروف أنه يعاني من مرض الزهايمر، لكن مدى سوء حالته من “الخرف” هو مصدر للتكهنات، ومن المعروف انه قد عقد محادثات هامة ومقنعة مؤخرا في اكتوبر الماضي، لكنه يمكن أيضا أن ينسى ما قاله قبل دقائق، أو يقول انه لم يعرف بذلك الأمر طوال حياته، وفقا لشهود آخرين. وهذا هو الوضع الطبيعي لهذا المرض، ويقول هيرست: أنا أعرف ازدياد عدد الزيارات للمستشفى في الأشهر القليلة الماضية، وأنه لم يكن يتجول بحرية كما كان يفعل من قبل.
لذلك فإن قدرته على توجيه سفينة الدولة، في بلد مركزي حيث لا توجد مؤسسات أو أحزاب سياسية أو حتى سياسة وطنية محددة ومعلنة، هو أمر مطروح للتساؤل، لكن هناك مؤشر واحد لتغيير الاتجاه قد يكمن في محاولتين أخيرتين لإقامة روابط مع شخصيات المعارضة المصرية.
ويؤكد هيرست أنه قد قيل له إن كبار مستشاري سلمان يقترب بشدة من سياسي معارض ليبرالي مصري، وكان له اجتماع منفصل مع أحد المحامين، ويمكن القول أنه ليس أيا منهما أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، ولكن لديهم اتصالات عمل معها، وقد عقدت محادثات في المملكة العربية السعودية في الشهرين الماضيين حول الكيفية التي يمكن أن تدار المصالحة مع الإخوان في مصر. ورغم أنه لم يتم الاتفاق على المبادرة نفسها، لكن تلك المحادثات تعد مؤشرا على نهج أكثر واقعية، أو أقل صدامية يتخه الملك الجديد سلمان ومستشاريه، وكان من المفهوم أن هذه الاجتماعات كانت إجتماعات تحضيرية لمبادرة ممكنة قد يعلنها سلمان عندما يصبح في السلطة.
ويشير هيرست الى أن سياسة الملك الراحل كانت تتجه لإعلان جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية على قدم المساواة مع الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.
ويعود هيرست ليؤكد أنه حتى قبل تفعيل الإجراءات التي إتخذها السديريين، كان الصراع على السلطة داخل بيت آل سعود واضح للعيان، ففي وقت مبكر من مساء الخميس، غمرت الشائعات موقع تويتر وشبكة الإنترنت مفادها أن الملك قد مات، وتعد شبكة الإنترنت هي المصدر الرئيسي للمعلومات السياسية في المملكة، وقد كان هناك نفي رسمي عندما كتب صحفي سعودي تلك المعلومة على موقع صحيفة الوطن.
وقد اضطر القصر للتصريح بالوفاة عندما كتب اثنين من الأمراء على تويتر أن الملك قد مات، وتم قطع بث شبكة MBC TV ووضع القرآن على الشاشة، علامة على الحداد، في حين أبقى التلفزيون الوطني على برامجة العادية، وكان هذا علامة على أن عشيرة معينة في العائلة المالكة أرادت نشر الأخبار بسرعة وعشيرة أخرى أخذت تماطل لمزيد من المفاوضات.
ويقول هيرست أن الحاجة إلى تغيير المسار واضح للغاية، ففي الليلة ذاتها التي كانت تحدث فيها تلك الدراما الملكية، كان هناك زلزال سياسي يجري في الفناء الخلفي للمملكة العربية السعودية، وهو في اليمن. حيث استقال الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس وزرائه والحكومة بعد أيام من الإقامة الجبرية من قبل ميليشيات الحوثي، وهذه الاستقالة من قبل هادي تترك قوتين في صراع للسيطرة على البلاد وكل منهما مدجج بالأسلحة: وهما ميليشيات الحيثيون المدعومة من ايران والتي تحصل على التدريب من حزب الله، وتنظيم القاعدة المتنكرين في زي المدافع عن المسلمين من أهل السنة.
إنها كارثة للمملكة العربية السعودية ولما تبقى من قدرة مجلس التعاون الخليجي على جعل أي صفقة باقية وملزمة، وقد اجتمع وزراء خارجيتهم فقط في اليوم السابق، فرجل اليمن القوي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي كان قد أطيح به خارج السلطة قبل ثلاث سنوات والذي وفقا لمكالمات هاتفية تم تسريبها، قدم النصح للحوثيين حول كيفية الاستيلاء على السلطة، يدعو الآن لانتخابات جديدة، وكانت هناك بالفعل دعوات ليلة الخميس للجنوب لينفصل عن الشمال، فاليمن، بعبارة أخرى، أصبحت رسميا الدولة الفاشلة الرابعة في الشرق الأوسط.
ويؤكد هيرست أن صعود للحوثيين للسلطة في اليمن لم يكن نتيجة اشتعال الوضع التلقائي، بل كان مخطط له ويتم التآمر بشأنه منذ أشهر من قبل الرئيس السابق صالح والإمارات العربية المتحدة، وقد كان كل من نجل صالح، والسفير اليمني في الإمارات، شخصيات رئيسية في هذه المؤامرات، ويضيف هيرست أنه وكما ذكر من قبل، التقى نجل صالح بوفد ايراني في روما، وقد تم رصد هذا الإجتماع من قبل المخابرات الأمريكية وقاموا بالإتصال ب”هادي” نجل صالح. وفي العام الماضي، أرسل رئيس المخابرات السعودي الأمير بندر لعضو بارز في الوفد الحوثي للقدوم عبر لندن لعقد اجتماع، وهو أمر لا يصدق كما يبدو، ان يقوم السعوديون بإعادة فتح الإتصال مع الجماعة المدعومة إيرانيا وهم الحوثيون الزيدية الشيعية أو الطائفة الذين كانوا يقاتلوهم من قبل في واحدة من الحروب المريرة.
وكانت الخطة السعودية / الإماراتية تهدف لاستخدام ودفع الحوثيين إلى الانخراط وتدمير هدفهم الحقيقي، والذي كان هو التجمع اليمني للإصلاح، وهو الحزب الإسلامي القوي وكبير ممثلي القبائل السنية في اليمن.
وكما هو الحال في أماكن أخرى في العالم العربي، فإن التركيز كله للسياسة الخارجية للملك عبد الله بعد عام 2011، كان يتجه لوقف الربيع العربي في مساره في تونس ومصر وسحق كل القوى القادرة على خلق معارضة فعالة في دول الخليج، بينما كل شيء آخر، بما في ذلك ارتفاع المنافس الاقليمي الأبرز السعودية وهو إيران، يصبح تابعا لهذا الهدف الأسمى وهو سحق الإسلام السياسي الديمقراطي.
وقد أتت الخطة اليمنية بنتائج عكسية عندما رفض التجمع اليمني للإصلاح حمل السلاح لمقاومة زحف الحوثيين، ونتيجة لذلك، اخذ الحوثيين مزيد من السيطرة كما كان من المتوقع، والنتيجة هي أن اليمن الآن يقف على شفا حرب أهلية، ومطالبة تنظيم القاعدة ليكون هم المقاتلين الوحيدين المستعدين للدفاع عن رجال القبائل السنية، أدى إلى إعطاءهم دفعة قوية.
ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الملك سلمان قادر على… أو حتى يدرك الحاجة الملحة إلى تغيير المسار، لكن كل ما يمكن قوله بقدر من الثقة هو أن بعض الشخصيات الرئيسية التي قادت المؤامرات الخارجية الكارثية في المملكة هي الآن خارج السلطة، وفي نفس الوقت نجد أن تأثير الأمير متعب محدود للغاية، في حين التويجري خارج اللعبة.
وليس من مصلحة أحد السماح لحالة الفوضى أن تنتشر في المملكة نفسها، وربما هي مجرد صدفة أن يتوفى الملك عبد الله تقريبا عشية الذكرى السنوية لثورة 25 يناير في مصر، لكن توقيت موته هو رمز هام. ويجب على العائلة المالكة أن تعلم أن مزاج التغيير، الذي بدأ يوم 25 يناير لا يمكن وقفه، وأن أفضل دفاع ضد الثورة هو قيادة إصلاح سياسي ملموس حقيقي داخل المملكة، والسماح لها بالتحديث، وبناء السياسة الوطنية والأحزاب السياسية وانتخابات تنافسية حقيقية، وبالسماح للسعوديين بأن يأخذوا حصة أكبر من السلطة، بالإضافة لاطلاق سراح السجناء السياسيين.
ويقول هيرست أن هناك إثنان من النظريات حول الصدام القادم في الشرق الأوسط، واحدة تشير أن الديكتاتورية والاستبداد، والاحتلال هم الحصن والمنعة في وجه الفوضى ودوامات الحرب الأهلية ونزوح السكان، والآخرى تقول أن الطغاة هم سبب عدم الاستقرار والتطرف.
ويرى هيرست أن الملك عبد الله كان يميل الى تبني النظرية الثانية، لكنه غادر حكمه تاركا المملكة العربية السعودية أضعف داخليا ويحيط بها الأعداء كما لم يحدث من قبل، فهل يمكن لسلمان أن يحدث فرقا؟ انها مهمة كبيرة، لكن قد يكون هناك بعض الناس من حوله من الذين يرون ضرورة إحداث تغيير جوهري في الحكم، وستكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لملك السعودية الحصول بها على دعم شعبي من شعبه، ويمكن له في خلال تلك العملية تحويل نفسه الى رمز، ملك دستوري، لكنه سوف يؤسس ويثبت الاستقرار في المملكة والمنطقة.
https://alialsharnouby.wordpress.com/2015/01/25/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%87Bookmark and Share

ليست هناك تعليقات: