مصطفى حمدان لوكالة الشرق الجديد:التحقيق الأجنبي كان أداة خطة استعمارية لتنفيذ انقلاب ضد سوريا ولبنان
|
العميد مصطفى حمدان في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد في ذكرى سنة على لحظة الحرية:
التحقيق الأجنبي كان أداة خطة استعمارية لتنفيذ انقلاب ضد سوريا ولبنان
و يستهدف المقاومة قبل كل شيء
حددوا لي موعدا بعد اعتقال رفاقي و أفسحوا لي المجال للهرب و كانوا يريدون اقتحام قصر بعبدا بذريعة التفتيش عني ومباشرة تنفيذ خطة إسقاط الرئيس إميل لحود
داهموا منزل النائب السابق ناصر قنديل وهم يعرفون انه في دمشق ليبقى هناك
ولو فعل ولم يتحداهم بعودته السريعة لباشروا تحركا عمليا لإسقاط سوريا
تحررنا من داخل السجن يوم انتصرت المقاومة على العدو الصهيوني في تموز
لارسن شاهد الزور الرئيسي و هو قبل زهير الصديق وعصابة تشيني دبرت الخطة
و قادت تنفيذها على الأرض
بمناسبة مرور سنة على تحرير قادة الأجهزة الأمنية أجرت وكالة أخبار الشرق الجديد حوارا مع العميد مصطفى حمدان القائد السابق للحرس الجمهوري وقد أكد العميد حمدان أن استدعاءه إلى لجنة التحقيق الدولية تضمن إيحاء له بالهرب لتبرير اقتحام قوات أجنبية و فرنسية على الأرجح لقصر بعبدا و مباشرة إجراءات عزل الرئيس إميل لحود في حين قال إن الأسلوب نفسه اعتمد مع النائب السابق ناصر قنديل الذي داهموا بيته و أعلنوا عنه كمطلوب للتحقيق من السراي الحكومي وهم كانوا يعرفون انه موجود في سوريا وحاولوا الإيحاء له بالبقاء هناك لتبرير اتخاذ تدابير فورية ضد سوريا و مطالبتها بتسليم مطلوبين أعدت لائحتهم مسبقا .
و قال حمدان إن ذهابه إلى المونتيفيردي بعدما كشف الفخ و عودة قنديل إلى لبنان و كلامه في المصنع ساهما في إسقاط الفصل الأول من مؤامرة الانقلاب الأميركي الإسرائيلي الذي استهدف لبنان و أكد أن لحظة الحرية بالنسبة له كانت لحظة انتصار المقاومة على العدو الإسرائيلي في تموز 2006 .
و طالب حمدان الرئيس سعد الحريري بملاقاة الموقف الوطني الذي اتخذه السيد حسن نصرالله و حمل الحريري مسؤولية ردع المحكمة عن التسييس و التسريبات و عن عدم التحرك لفتح ملف شهود الزور محذرا من تبرئة المحكمة من الشبهات مهما حصل لأن القوى الأجنبية التي استعملت التحقيق في السابق ما تزال على خطتها و هي تتمسك بمشروعها لحماية إسرائيل من قوة الردع التي امتلكتها المقاومة .
في مستهل الحوار قال حمدان ردا على سؤال الوكالة عن مشاعره باسترجاع لحظة الحرية قبل سنة :
بداية أشكركم على تعبير لحظة التحرير فالعديد من الإعلاميين يستخدمون تعبير ذكرى التحرير، و هذا التعبير ينطبق على تذكرنا لبطولات الشهداء والملاحم التي خاضها شعبنا ، هذه اللحظة التي خرجنا فيها إلى الحرية كانت لحظة انتقال من موقعنا النضالي داخل السجن إلى موقعنا النضالي الذي عدنا إليه في ساحات العمل الوطني .
أعتبر أننا كنا في مرحلة سكون وصمود داخل السجن الصغير، في حين كان شعبنا داخل السجن الأكبر يواجه القمع والقهر ومؤامرات القتل والعدوان ، اليوم نحن في صلب النضال السياسي والوطني ، أقول ذلك مع كامل التقدير والاحترام للتضامن الذي أشعرني به أهلي وأخواني وعائلتي خلال هذه التجربة النضالية .
استطرد حمدان شارحا وجهة نظره: واجهنا خلال هذه السنوات غزوة استعمارية قادتها عصابة بوش الذي كان مجرد عنوان و واجهة لمجموعة استباحت العالم ولبنان لم يكن سوى حلقة صغيرة في مخططها ، تلك العصابة التي ضمت ديك تشيني و رامسفيلد و أبراهامز و بيرل و وولفوفيتز، هذا المشروع بات اليوم في بداية اندحاره بفضل النضالات والتضحيات .
الأساس في تلك التحولات كان انتصار حزب الله في تموز 2006 و من يشكك بالانتصار هو خارج إطار أي فهم موضوعي للمعادلات العسكرية والسياسية الواقعية التي صنعتها حرب تموز، لقد كان ذلك الانتصار هو نقطة البداية في تحريرنا و من بعد الانتصار كل ما جرى و يجري هو مجرد تداعيات لذلك التحول النوعي .
لقد أحسست بأني تحررت يوم الانتصار على العدو الصهيوني عام 2006 وليس في لحظة خروجي من سجن رومية.
ما نشهده حاليا هو فصول متواصلة من الهروب الأميركي الكبير من المنطقة وما يجري أمامنا من أحداث ليس سوى ترددات وتغطية تمهيد لهذا الهروب، عبر الكثير من الأدوات الصغيرة من ليبرمان إلى نتنياهو إلى جعجع داخل لبنان وصولا إلى شاهد الزور الرئيسي الذي سبق زهير الصديق و هو اللورد الأممي تيري رود لارسن .
ردا على سؤال حول حقيقة ما رواه في حديث تلفزيوني عن إبلاغه موعدا لدى لجنة التحقيق الدولي أريد منه الإيحاء إليه بالهرب تمهيدا لمداهمة قصر الرئاسة في بعبدا واستهداف الرئيس السابق إميل لحود بذريعة التفتيش عن قائد الحرس الجمهوري قال حمدان:
عفوا إنه التحقيق الأجنبي ويشرح سبب رفضه لمصطلح التحقيق الدولي، باعتقاده أن هذا التحقيق هو من أدوات الهجمة الاستعمارية ، و يتابع شارحا أن المسألة بدأت في اللحظة الأولى تتخذ شكل المؤامرة الاستعمارية منذ قدوم فيزجيرالد بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، الذي كان يمهد في لبنان لتنفيذ حلقة من حلقات الدخول الأميركي إلى المنطقة .
السياق السياسي يمتد لأبعد من ذلك التاريخ ، و منذ امتلاك المقاومة للقدرة على تهديد الكيان الصهيوني ، قبل التحرير عام 2000 حين بدأ التحرك الاستعماري للنيل من القوة التي باشرت العمل قبل سنوات لامتلاك قدرة الردع و في لقاء سابق مع سماحة السيد حسن نصرالله أيقنت من تعرفي على رؤيته الإستراتيجية أن المقاومة باشرت التحرك لتحقيق هذا الهدف و لذلك انطلقت قبل اغتيال الرئيس الحريري بسنوات عملية استعمارية متواصلة للنيل من هذه المقاومة .
بدأت القوى الاستعمارية تعمل على تنفيذ خطتها باستخدام العملاء و أدوات التفجير في الداخل و جهاز سمير جعجع الذي كان موجودا عندما كان قائده في السجن ، وصولا إلى تحريك العديد من الرموز و الشخصيات التي كانت تدعي ارتباطها بعلاقات مع سوريا و لكنها كانت تعمل في الخفاء وفقا لتصور جاهر به بعضهم قبل عناقيد الغضب عام 1996 عبر ما سماه وزير سابق بإذابة الدور السوري في لبنان من خلال تقوية قوات الطوارئ الأجنبية والفرنسية خصوصا و من يومها كانوا يتحدثون عن الفصل السابع الذي ظهر في سياق استثمارهم لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري و من ثم في حرب تموز و تحضير القرار 1701 .
و يوضح لنا العميد حمدان و بإصرار : أنا أبني هذه القراءة على معطيات ملموسة و ليس على التحليل .
أما عن لغز موعد العميد حمدان في المونتيفيردي فيقول : كانوا يريدون الدخول إلى قصر بعبدا والوصول إلى الرئيس لحود لاستكمال الانقلاب الذي انطلق باعتقالنا .
لقد أبلغت مسبقا بموعد في المونتيفيردي في العاشرة و النصف صباحا بينما الذي حصل في صبيحة ذلك اليوم أنه و قبل ساعات من الموعد المفترض جرى الإعلان عن توقيف رفاقي الضباط و اقتحام بيوتهم و كأنما أرادوا أن ينصبوا لي فخ الهرب للدخول إلى قصر بعبدا بذريعة التفتيش عني و النيل من فخامة الرئيس ، و الذي حصل أنني واجهت التحدي و صممت على الذهاب لأنني تصرفت منذ البداية على أساس اقتناعي بأننا نواجه مخططا استعماريا أجنبيا للسيطرة على البلد و من واجبنا التصدي له لإسقاطه و اللافت أن ترتيبا مشابها تتعرض له النائب السابق ناصر قنديل الذي داهموا بيته و هم يعلمون أنه موجود في سوريا و كما أرادوا بالإيحاء لي بالهرب و أحسست أنهم أصيبوا بالذهول و بالمفاجأة عندما حضرت إلى مقر لجنة التحقيق على الموعد ، فإنهم صدموا أيضا عندما صمم النائب السابق ناصر قنديل على العودة إلى لبنان و أعلن من المصنع انه قادم لمواجهة المخطط الذي يستهدف البلد ، و لو بقي في دمشق لكانت التتمة المباشرة بتدابير واسعة لاستهداف سوريا مباشرة ، طبعا هي استهدفت بالاتهام و لكن كانت لعودة النائب السابق يومها مفاعيل مهمة في كسر حلقة خطرة من المخطط .
عن الفصول الباقية من التحقيق الدولي و مخاطر استمرار ملف شهود الزور والتسريبات الإعلامية قال حمدان :
أنا احذر من التعامل مع هذه المحكمة بمنطق ربط النزاع القضائي ، خصوصا بناء على تجربة سنوات الباطل التي عشناها ، و مما يستوقفني أن الأمم المتحدة تتبرأ دائما من مرحلة ميليس ، و كأن لجنة التحقيق الدولية قدمت يومها من المريخ .
ميليس و ليخمان و لارسن هم أفراد في مجموعة تنفذ مخططا استعماريا أجنبيا و كذلك لجنة التحقيق الدولية في مراحلها كافة كانت أداة لتنفيذ المخطط و سواء عندما كانت برئاسة براميرتس أم برئاسة بيلمار و انتقل المخطط إلى عهدة المحكمة الدولية بكل بساطة و وضوح .
إن معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فيها تحصين للبنان و للعرب لذلك أتوقف عند ما أعلنه سماحة السيد حسن نصرالله عن استدعاء التحقيق الأجنبي مؤخرا لمجاهدين من أعضاء حزب الله و أصدقائه ، و مما لاشك فيه أن موقف الحزب و أمينه العام يتسم بالمسؤولية الوطنية العالية و بالحكمة و لكن أعتقد أن تجربتنا في سنوات الباطل توضح حقيقة هذا التحقيق و ما تسعى الدوائر الاستعمارية الأجنبية لتحقيقه بوساطة المحكمة .
لقد عبر سماحة السيد عن هذه الحصيلة بتعبير بيلمار الأول و بيلمار الثاني و بيلمار الثالث ، و بقدر ما أكبر موقف السيد نصرالله الحريص يؤلمني أن يكون الرئيس سعد الحريري لم يظهر القدر المتوجب من المسؤولية في ملاقاة بادرة السيد نصرالله .
الرئيس الحريري هو رئيس حكومة لبنان و ليس فقط ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبالتالي فعليه مسؤولية و واجب وطني و إنساني بنقد المرحلة السابقة و المبادرة لاتخاذ الموقف و التدابير الكفيلة بردع المحكمة عن الاستغلال السياسي للتحقيق .
و لفت حمدان إلى أن أحدا في العالم لم يعد مستعدا لقبول أي تصرف من المحكمة أو قرار اتهامي يبنى على خبريات من نوع الكلام عن الاتصالات الهاتفية و غيرها من الروايات التي استعملت في المرحلة السابقة و بالتأكيد سقطت مهزلة شهود الزور بدءا بزهير الصديق أم شاهد الزور الأساسي تيري رود لارسن ، فالمحكمة باتت ملزمة بتقديم وقائع قوية و صلبة وقرائن تشكل الأساس لأي اتهام أو قرار تتخذه .
و نوه حمدان " بالإنجاز الذي حققه اللواء السيد في متابعة ملف شهود الزور لدى المحكمة الدولية و انتزع منها قرارات جديدة و على الرغم من ذلك فهذا النوع من القرارات لا يعطي حصانة للمحكمة في ضوء التجربة التي عشناها و قاسى منها اللبنانيون و كان فيها التحقيق الأجنبي أداة لخطة استعمارية قادتها عصابة تشيني في الإمبراطورية الأميركية " .
كلمة العميد حمدان الأخيرة التي وجهها إلى اللبنانيين بالمناسبة عبر وكالة أخبار الشرق الجديد :
احذروا الترويج للروايات المشبوهة و الكلام عن أن ما يصدر عن المحكمة هو الحقيقة فهذه المحكمة ستبقى في دائرة الاشتباه الدائم و المستمر حتى إشعار آخر و حذر حمدان من التلاعب السياسي بعقول الناس عبر روايات و سيناريوات تخدم الخطة الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله بمزاعم خبيثة تثير الغرائز بهدف تحريك فتنة سنية شيعية .
وقال : الوضع الإقليمي والوطني تبدل و لن تكون فتنة و قرارات المحكمة لن تكون لها أي قيمة ما لم تستند لقرائن قوية و واضحة و ما لم تكن مقنعة للجميع .
الفتنة السنية الشيعية أداة قديمة في خدمة إسرائيل أنتجها بداية في لبنان عام 1982 منسق عمليات سوكلين جوني عبده و كان المستهدف هو امتلاك المقاومة الفلسطينية لأسلحة الردع الصاروخي ضد إسرائيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق