Powered By Blogger

الخميس، 3 يونيو 2010

Bookmark and Share
عرب أميركا يعطلون المقترحات السورية
 
 2010-06-03   
  اطبع المقال     
   أخبر صديق      
 18 عدد القراءات     
 0 عدد التعليقات     
 
 
الحصيلة التي خرج بها مجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أمس في القاهرة تكرس الاستنتاج القائل بأن فريق عرب أميركا في النظام العربي الرسمي يترنح في حالة من العجز والقصور، وهو أسير غربة قاتلة عن وجدان الشارع وتطلعاته ، ولا يريد أن يبارح نهجا سلكه منذ إعلان الرئيس الراحل أنور السادات لمعادلته الشهيرة التي قادته إلى كمب  ديفيد : تسعة وتعسون بالمئة من الأوراق بيد أميركا .
رفض وزراء الخارجية العرب الاقتراحات التي تقدمت بها سوريا وهي لا تلزم أحدا بإعلان الحرب على إسرائيل ولا بالذهاب إلى تطرف مزعوم في حال الاحتجاج القاسي على الحماية الأميركية والغربية للإجرام الصهيوني عبر التلويح بإجراءات تمس المصالح الأميركية لفرض مراجعة الحسابات على واشنطن ولا في الدعوة إلى احتضان المقاومة وهي القوة التي أثبتت فعاليتها في وجه العدو.
الاقتراحات السورية تضمنت فك العلاقات القائمة مع إسرائيل أي إغلاق السفارات ومكاتب التمثيل لدى الدول العربية المعنية ووقف جميع أشكال التنسيق السياسي والأمني بين عدد من الحكومات العربية وحكومة العدو، بالإضافة إلى وقف المفاوضات بجميع أشكالها واتخاذ إجراءات عملية عربية تؤمن فك الحصار نهائيا عن قطاع غزة.
وزراء الخارجية رفضوا ذلك كله و تحصنوا بالقرار الاستباقي الموارب والجزئي الذي اتخذه الرئيس المصري حسني مبارك ليقطع الطريق على الدعوة لفك الحصار نهائيا بتدبير وضعه في خانة المبادرة الإنسانية بدافع الالتفاف على الإحراج التركي والغضب الشعبي العربي           و أمام تفاعلات الرأي العام العالمي التي جعلت فك الحصار لازمة تتكرر في جميع المواقف الدولية من المذبحة الإسرائيلية.
الذهاب إلى مجلس الأمن ليس سوى خطوة شكلية بائسة لا جدوى منها فالحماية الأميركية والغربية لإسرائيل مستمرة وهي التي عطلت إمكانية صدور قرار بلهجة الحد الأدنى من الإدانة عن جلسة المجلس التي عقدت تحت ضغط الإلحاح التركي وبطلب من المجموعة العربية، والنتيجة كانت بيانا لا يغني ولا يسمن، وتشديد أمين عام الجامعة عمرو موسى على السعي لاستصدار قرار يلزم إسرائيل، هو مجرد كلام لفظي لا قيمة له سبق أن قاله الوزراء العرب وبلسان الأمين العام بعد الكثير من المذابح الصهيونية وجرائم الحرب المتمادية ضد الشعب الفلسطيني وضد لبنان وضد جميع الناشطين الدوليين الذين يتوافدون إلى الضفة الغربية المحتلة فيقتلهم الرصاص الإسرائيلي أو تدوسهم جرافات الاحتلال.
يبدو واضحا من بيان مجلس الجامعة أن المواقف التي تجاوبت مع الدعوة السورية اصطدمت مجددا بتصميم كل من مصر والسعودية والأردن على منع الانتقال بالموقف العربي إلى مستوى الحد الأدنى في مجابهة التحديات التي يولدها انفلات الإجرام الصهيوني والانحياز الأميركي والغربي لإسرائيل.
شكل التطور المهم في الموقف السياسي التركي عنصر تحفيز لبعض المواقف العربية وظهر بكل وضوح أن دولا كالجزائر والكويت والإمارات وعمان والسودان وغيرها قد استجابت للمقترحات السورية التي تتلاءم ومستوى الرد العربي المطلوب، لكن أخطر عناوين التصدي لهذه المقترحات السورية كان عنوان السلطة الفلسطينية التي تحتمي بيافطة فلسطين لتروج لسياسات عربية تشارك واقعيا في حماية إسرائيل بتعميم الوهم عن مبادرات أميركية موعودة ارتهنت إليها السياسات العربية الرسمية ما يزيد على الـ40 عاما ولم تؤت سوى الكوارث.

ليست هناك تعليقات: