Powered By Blogger

الخميس، 27 يناير 2011

Bookmark and Share ليسأل المحبَطون أنفسهم: لماذا هُزمنا؟











ابراهيم الأمين، الأخبار


لو كنت ناشطاً أو قيادياً في تيار «المستقبل» أو في واحد من كواكب 14 آذار، لجلست مع نفسي وسألت الأسئلة الآتية:


1 ـــــ ما هو السبب الفعلي لتراجع فاعليتنا المحلية، وتراجع نفوذنا الخارجي، وتضاؤل قدرتنا على التأثير في المنابر المؤثرة في القرار؟ ما الذي جعل سعد الحريري يقود مفاوضات من دون خطط بديلة؟ وما الذي جعله يتّكل على أن اللبنانيين لن يقبلوا غيره رئيساً للحكومة؟ ومن هي الجهات والشخصيات والقيادات التي أوهمت سعد الحريري وآخرين في مركز القرار بأن الشارع جاهز لانتفاضة كبيرة كتلك التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ من قال له وأقنعه بأن رفع لواء السنّة والتحريض المذهبي سيجعلانه زعيماً مطلقاً على السنّة في لبنان، ومستنفراً لسنّة بلاد الشام إلى جانبه أيضاً؟ من قال له إن تيار «المستقبل» قوي كفاية، وإنه تنظيم حقيقي متماسك، وإن سيطرة العائلة على دوائر القرار وعلى مصدر المال تمكّنها من تحقيق ما ترغب فيه من طموحات؟ من الذي نصحه بالاكتفاء بحفنة من المستشارين الدجالين الذين يأخذونه من هزيمة إلى أخرى ويقولون له قبل النوم إنه الأقوى؟ ما الذي جعل السلطة التي تسلمناها محلياً بغطاء إقليمي ودعم دولي غير مسبوق، غير قادرة على إنتاج علاج واحد لأزمة اقتصادية ومعيشية أو حتى لأزمة السير في لبنان؟ ما الذي جعل كل هذا النفوذ لا يصرف في بناء مصنع واحد في عكار، أو معمل إنتاج في البقاع الأوسط، أو أي شيء غير خدمات الحرس والمرافقين؟


2 ـــــ ما هو السبب الفعلي لعدم اقتناع اللبنانيين بأن حزب الله خطر حقيقي عليهم؟ ولماذا لا يزال أكثر من نصف المسيحيين في لبنان يثقون بالسيد حسن نصر الله أكثر من أي زعيم لبناني آخر؟ وما هو السبب الذي جعل البطريرك الماروني نصر الله يعاني ضائقة شعبية وأزمة ثقة مع الكنيسة ومع الشارع، إلى حدود أن يطلب منه الفاتكيان تقديم استقالته؟ وما هو السبب الذي جعل «القوات اللبنانية» مثل قنينة، لا يمكنها أن تفيض، ولم تتمكن من الحصول على شرعية شعبية حقيقية لدى الناس، وخصوصاً لدى معظم المسيحيين؟ وما هو السبب الذي يجعل كل الشخصيات المسيحية المنضوية في 14 آذار مجرد أدوات تنتظر آخر الشهر ليصلها المدد من قريطم وتنتظر حتى ينتهي هذا المستشار من صياغة أمر اليوم؟ وما هو السبب الذي منع العالم كله من محاصرة ميشال عون وإخضاعه؟ وما هو السبب الذي يجعل المسيحيين اليوم يشعرون بأنهم أمام خيارات محدودة في ما خصّ الاستمرارية السياسية والوطنية؟



3 ـــــ ما هو السبب الفعلي الذي يجعل دولاً مثل السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، غير قادرة على هزم سوريا في لبنان؟ وما هو السبب الذي يجعل إنفاق مئات الملايين من الدولارات على الانتخابات وغيرها لا يفيد في وقف التدهور الشعبي في حالة 14 آذار؟ وما هو السبب الذي يجعل دولة محاصرة في العالم مثل إيران، توسع نفوذها في لبنان، وتحقق توحّداً شيعياً غير مسبوق حول قيادة نصر الله وحلفائه؟ ما هو السبب الذي يجعل القاهرة غير قادرة على إرسال سوى بضع خبراء في الأمن والتدريب لا حول لهم ولا قوة، ويعودون بتقارير سلبية إلى قيادتهم؟ وما هو السبب في عجز هذه العواصم عن إنتاج وضعية تمنع أي أحد في لبنان من التفكير في أي خطوة لا تنال موافقة حلفاء هذه العواصم في لبنان؟



4ـــــ ما الذي فعله لنا جيفري فيلتمان منذ اليوم الأول لقيادته انطلاقة تجمّع 14 آذار، ولتولّيه الإرشاد السياسي والتنظيمي والأمني والمالي؟ وما الذي حققه لنا هذا الرجل في خمس سنوات؟ وأي دعم حقيقي وفّره لنا، في لبنان أو في المنطقة أو في العالم نفسه؟ لماذا لم يرسل قواته إلى بيروت لترهيب حزب الله وبقية حلفائه؟ لماذا لم يطلب من إسرائيل ما طلبته إدارته منها في عام 2006 وشنّ حرب تدميرية على حزب الله؟ لماذا لم يصدر بياناً يهدد فيه سوريا بأن عليها منع تأليف حكومة لا تكون برئاسة سعد الحريري؟ لماذا لم يصدر تحذيراً فعالاً وينفّذ خطوات عملية تمنع الفريق الآخر من القيام بما قام به؟ لماذا لم يتصل هو بالرئيس نجيب ميقاتي ويطلب منه سحب ترشحه وإلا سُحبت منه تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة أو قطع الاتصال به أو وضع اسمه على لائحة الإرهاب؟ لماذا لم يطلب من البطريرك الماروني نصر الله صفير أن يقرع أجراس الكنائس احتجاجاً، وأن يوفر تغطية لنزول المسيحيين إلى الشارع تضامناً مع الحريري؟ لماذا لم يمارس الضغط الكافي على السعودية لأن تصدر موقفاً مسبقاً رافضاً لأي رئيس للحكومة غير سعد الحريري؟


لا بد من أجوبة ولو بعد حين؟

ليست هناك تعليقات: