Powered By Blogger

الخميس، 20 يناير 2011

Bookmark and Shareتسجيلات الحريري بين الفضيحة و الإدانة 












غالب قنديل
التسجيلات التي بثتها قناة الجديد في نهاية الأسبوع الماضي تنطوي على حقائق خطيرة تقيم الأساس لتوثيق مسار التحقيق الدولي المبني على روايات سياسية في تحديد وجهة الاتهام وفقا للمشيئة الأميركية و هي تؤكد ضلوع رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري شخصيا في فبركة شهود الزور.

أولا: إن اعتراف الحريري بصحة التسجيلات كان واضحا ولا يضعف من قيمة ذلك الاعتراف أي من الذرائع المرتبكة والمهزوزة التي أوردتها بيانات مكتب الحريري الإعلامي للتنصل من التبعات الخطيرة و الجرمية التي يلقيها على عاتقه انكشاف دوره في قيادة التحقيق الدولي، و يصح القول صح النوم للحريري وللمستقبل ولقوى 14 آذار بمناسبة اعتراض مكتب رئيس الحكومة المستقيل على إفشاء أسرار تتصل بالتحقيق، بينما كان هؤلاء جميعا يمولون ويديرون المحاكمات الإعلامية والتسريبات المنظمة و فبركة الاتهامات منذ لحظة الاغتيال حتى الساعة ومن الثابت في المعلومات أن جميع الوسائل الإعلامية التي نظمت التسريبات والراويات عن التحقيق قبضت المال وتلقت المعلومات من المصادر نفسها و يتضح من سبق التسريبات لمسارات تحقيق بيلمار و قراره الظني المفبرك أن قيادة التحقيق و منهجه باقيين على ما كانا عليه منذ تسلم الإمرة مدبرو زهير الصديق في لبنان و السعودية و فرنسا                  و أسبانيا حتى لحظة تسليم نص قرار بيلمار لفرانسين يوم أمس .

ثانيا: جلسة الصديق مع الحريري و وسام الحسن وغيرهارد ليمان لم تكن كما شاهدها اللبنانيون والعرب جلسة اختبار على جهاز لكشف الكذب يديره الحريري كما أوحت بيانات مكتبه الإعلامي.
الحوار بين الحريري و الصديق تضمن طلبا تقدم به الحريري من شاهد الزور حول ضرورة تجميع الوقائع والمعطيات التي تساعد الحريري في إقناع الدول العربية بروايته عن جريمة الاغتيال والتي يتهم سورية بارتكابها، ومداخلات الصديق تظهره مسيطرا على الحريري نفسه وعلى مساعده الأمني لكونه صيدهم الثمين الذي فبركه فريق سوري منشق ومتآمر أراد استعمال جريمة اغتيال رفيق الحريري للنيل من النظام في سورية، وبدا سعد الحريري مجرد أداة صغيرة في تلك اللعبة.
الصديق يقرر وفق الشريط عدد المتهمين الذين يجب أن يشير إليهم تقرير لجنة التحقيق الدولية وهو يصدر أمرا إلى سعد الحريري بنقله إلى بيروت ليقضي أسبوعا برفقة ليمان من أجل بناء رواية عن جريمة الاغتيال تخدم اتهام سورية وهذا ما يفضح كذبة الحريري الذي تضمنها بيان مكتبه الإعلامي عن أن الجلسة كانت بهدف استدراج الصديق إلى بيروت.

ثالثا: يقتصر دور وسام الحسن في الجلسة على إدخال لمسات فنية في رواية الصديق حتى تكون قابلة للتسويق وللتوظيف في مسار التحقيق الدولي وبدا أن خبرة الحسن المهنية استعملت لهذا الغرض والجلسة كانت جلسة تآمر ولم تكن جلسة فحص لشاهد مشكوك في مصداقيته.
ليس سعد الحريري خبيرا بوليسيا ليقوم باختبار مدى صدق شاهده الملك المزور وقد بدا واضحا أن ليمان يتصرف كمرتش من الحريري يعمل في خدمته ويضع نفسه بتصرف المؤامرة التي يدبرها الحريري لاتهام سورية فقد كان صامتا مذعنا بينما يرسم له الصديق جدول أعماله في حبك رواية مزورة عن جريمة الاغتيال.
رابعا: الشريط الثاني الذي بثته قناة الجديد شكل فضيحة لا تقل خطورة عن الفضيحة الأولى وهو كشف كيف أن تلفيق اتهام سورية بني على كمية من الأحقاد التي أعمت بصيرة الحريري فاسترسل في توجيه اتهامات في حديثه إلى المحققين تنم عن كمية كبيرة من الكراهية التي لا أساس لها سوى الانحياز السياسي إلى المشروع الأميركي في المنطقة.
القائد والزعيم الأول لثورة الأرز الأميركية في لبنان يعتبر أن من أمضوا خمسة عشر عاما في الحكم يجب أن يوضعوا خارج دائرة النقد حتى ممن يمثل مكانة موازية لهم في المسؤولية وحقد الحريري على الرئيس الأسد يتمحور في كونه قدم في خطاب شرم الشيخ أمثولة في الإرادة القومية التحررية وفي مجابهة الحملة الأميركية الإمبراطورية على الشرق والتي بدأت باحتلال العراق.

خامسا   تعابير الحريري تنم عن عقلية في المخاطبة يغلبها الحقد والانفعال والخروج عن الآداب العامة والسؤال بعدما برهنت الأحداث منذ قمة شرم الشيخ حتى اليوم على صحة كل كلمة قالها الأسد وخالفها الزعماء الذين ثار الحريري لحصانتهم عن الانتقاد وبعدما أثبت الأسد أنه زعامة تقرن الأقوال بالأفعال وبعدما تبين للحريري أن اتهاماته الحاقدة غير صحيحة وقد أوحى له بها عميلان مأجوران كانا من أصدقاء والده هما جاك شيراك و تيري رود لارسن اللذان ابتز كل منهما أضعاف أضعاف المبالغ التافهة التي هاجم بعض اللبنانيين والسوريين الذين زعم أن والده دفعها لهم.
اعتذار الحريري لبعض الشخصيات لا يغلق ملف هذه الفضيحة ولا يعفيه من مسؤولية الجرم الذي ارتكبه بحق لبنان عندما فبرك شهود الزور ونصب ملكهم النصاب زهير الصديق مرجعية في التحقيق باغتيال والده.
التسجيل الثاني للحريري يلقي ضوءا ساطعا على شبهات تحيط بشيراك و لارسن ولو كانت لدى رئيس الحكومة المستقيل ذرة من فطنة لطلب التحقيق معهما قبل أي كان والسؤال عن دور ديك تشيني في جريمة الاغتيال وبدلا من التباهي بلقاء جمعه مع ضابط مخابرات باكستاني حيث كانت له أدوار معروفة كان يجب على سعد الحريري بأحد شركاء والده السابقين في باكستان الجنرال ميرزا إسلام بيك الذي ربما يعرف الكثير عن حقيقة من اغتال رفيق الحريري.    

       

 اطبع المقال   أخبر صديق  

ليست هناك تعليقات: